التوتر مرض العصر.. هل يسبب خطراً على جهاز المناعة لديك؟
التوتر هو مرض العصر والذي يعاني منه قطاع كبير منن الشباب بوجه خاص نظراً للمسئوليات ونمط الحياة السريع والضغوطات المختلفة، ولكن الأمر لا يقتصر على المعاناة من أعراض التوتر فمن الممكن أن تؤدي استجابة جسمك للتوتر إلى إحداث العديد من التغيرات الفسيولوجية، والتي يمكن أن تؤثر على وظائف المناعة.
قد يؤثر سبب شعورك بالتوتر ومدة شعورك بالتوتر على كيفية استجابة جهازك المناعي.
عندما تشعر بالتوتر، يخضع جسمك لعدة تغييرات لمساعدتك على البقاء والتغلب على التهديدات والعقبات المتوقعة.
تعمل هذه التغييرات على تخصيص الموارد للوظائف الحيوية في جسمك، مثل رفع معدل ضربات القلب والتنفس وإبطاء عملية الهضم.
كما أن جسمك يستجيب مناعياً أثناء رد فعلك للتوتر، وتعتمد التأثيرات الدقيقة على العامل المسبب للتوتر ومدة تعرضك له، ويمكن أن يساهم في مجموعة متنوعة من التأثيرات الصحية قصيرة وطويلة الأمد.
إن جهازك المناعي يشكل جزءاً معقداً من ردود أفعالك تجاه الإجهاد المعروفة أيضًا باسم "سلسلة الإجهاد"، في الواقع، فإن ردود أفعالك تجاه الإجهاد ينطوي في المقام الأول لأجهزتك العصبية والغدد الصماء والمناعية.
عندما يحدث الإجهاد لأول مرة، يبدأ جسمك مرحلة الإجهاد الحاد، والتي تسمى أحياناً مرحلة "الإنذار".
في هذه المرحلة، تنتقل الخلايا المناعية المتخصصة عبر مجرى الدم إلى مناطق الجسم الأكثر عرضة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، مثل الجلد.
يساعد هذا في تعزيز المناعة حتى يتمكن الجسم من الاستجابة للتهديد المناعي الفوري، ولكن عندما يستمر التوتر لفترة طويلة، ويصبح مطولاً أو مزمناً، تنخفض وظيفة المناعة لديك.
بمرور الوقت، يتعين على جسمك أن يجد طرقاً لمواجهة العمليات الالتهابية المستمرة الناجمة عن الإجهاد المستمر. يبدأ في إطلاق السيتوكينات المضادة للالتهابات، والتي تهدف إلى إلغاء رد فعل الإجهاد بمجرد زوال التهديد.
عندما لا تختفي مسببات التوتر، يمكن أن يقع جسمك في حلقة مفرغة من العمليات المؤيدة للالتهابات والمضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تساهم ما يسمى بـ "سلوك المرض"، وهي مجموعة من الأعراض تشمل التعب والضعف الإدراكي، وفي النهاية قد يؤدي التعرض للتوتر لفترات طويلة إلى إضعاف مناعتك العامة.
ولكن ما هي أعراض التوتر الشائعة؟
يمكن أن يكون للتوتر تأثيرات على جميع أنحاء الجسم ويمكن أن يؤثر على صحتك العقلية والجسدية، تشمل الأعراض الشائعة للتوتر ما يلي:
ضربات قلب سريعة - زيادة التنفس - التعرق - ضيق في التنفس - ارتفاع ضغط الدم - ألم صدر - آلام وأوجاع العضلات - الصداع - الغثيان أو القيء - تغيرات الأمعاء - فقدان الشهية - الإفراط في الأكل - تعب - اضطرابات النوم - تغيرات الجلد - قلق - اكتئاب - تغيرات مزاجية - الإرهاق - انخفاض التركيز.
عندما يتعلق الأمر بجهازك المناعي تحديداً، يمكن أن تشمل أعراض التوتر ما يلي:
- ارتفاع معدل الإصابات
- تأخر التئام الجروح
- نزلات البرد المتكررة أو الأمراض الشبيهة بالبرد
- الحالات الالتهابية المزمنة
- مشاكل المناعة الذاتية الجديدة أو المتفاقمة
- الحساسية الجديدة أو المتفاقمة
كيف يمكننا إدارة التوتر؟
هناك العديد من الطرق المختلفة لإدارة التوتر في الوقت الحالي وعلى المدى الطويل، لا بأس من تجربة خيارات مختلفة حتى تجد خياراً واحدا أو أكثر يتوافق مع نمط حياتك وتفضيلاتك.
يمكن أن تشمل طرق إدارة الإجهاد ما يلي:
- تمارين التنفس العميق
- التأمل
- أخذ استراحة قصيرة أو المشي
- العد المنظم
- التأكيدات الإيجابية
خيارات علاج التوتر
إذا كان التوتر يؤثر على حياتك اليومية، فقد يكون من المفيد التحدث مع أخصائي رعاية الصحة العقلية. يمكنهم العمل معك لتحديد مسببات التوتر في حياتك وتأسيس مهارات جديدة للتكيف. تركز بعض أطر العلاج، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، على إعادة هيكلة أنماط التفكير والسلوك غير المفيدة التي تساهم في التوتر.
قد يصف الطبيب أيضاً أدوية للمساعدة في علاج الأعراض المؤلمة المصاحبة للتوتر، مثل القلق، أو الاكتئاب، أو اضطراب الجهاز الهضمي.
متى يجب التحدث مع الطبيب؟
إن الإجهاد ليس سيئاً في حد ذاته، ويعاني منه معظم الناس بطرق مختلفة كل يوم، والإجهاد قصير الأمد، رغم أنه غير مريح في كثير من الأحيان، يمكن أن يساعدك على تحقيق إنجازات جديدة وتطور قدراتك على التحمل.
عندما يكون التوتر مستمراً، أو تصبح استراتيجيات التكيف المعتادة لديك غير فعالة، أو تلاحظ تدهوراً في صحتك العقلية أو الجسدية، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث مع طبيب.