حسناء الشناوي رائدة علم النيازك المغربية وإسهاماتها العلمية
حسناء الشناوي هي عالمة مغربية متخصصة في علم الفلك وعلم النيازك وتعتبر واحدة من الرواد في هذا المجال بالمغرب حيث قدمت مساهمات مهمة في دراسة النيازك والمشاركة في الجهود الرامية إلى تعزيز البحوث الفلكية على المستوى الوطني والدولي.
ولدت حسناء الشناوي في المغرب حيث أبدت شغفًا مبكرًا بالعلوم مما دفعها لدراسة علم الجيولوجيا وعلم الفلك حصلت على شهادتها الجامعية من جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء حيث درست الجيولوجيا وأكملت دراساتها العليا في فرنسا في تخصص علوم الأرض والفضاء وعملت على تطوير معرفتها في دراسة الفضاء والأجرام السماوية ليصبح علم النيازك من أهم تخصصاتها.
بدأت حسناء الشناوي رحلتها مع علم النيازك في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما قامت بتأسيس مختبر مختص بدراسة النيازك في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والذي يعد الأول من نوعه في المغرب وأفريقيا يعكف المختبر على تحليل ودراسة النيازك التي تسقط في المغرب والمنطقة بهدف فهم تركيبتها الكيميائية والمعادن التي تحتويها مما يسهم في دراسة تاريخ النظام الشمسي والأجرام السماوية.
في مسيرتها الأكاديمية شغلت الشناوي منصب أستاذة بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء وأسست العديد من المبادرات لتطوير علم النيازك في المغرب وشمال إفريقيا إحدى أهم مبادراتها هي مؤسسة "الطريق" (ATTARIK Foundation) التي تهدف إلى توعية الجمهور ودعم البحث العلمي في علم النيازك كما أنها ساهمت في إحضار أولى العينات من النيازك إلى المغرب لإجراء البحوث والتدريس مما أثّر إيجاباً على المشهد العلمي في المنطقة.
أحد أهم إنجازاتها كان اكتشاف وتصنيف العديد من النيازك التي سقطت في المغرب وأبرزها نيزك تيسنت الذي سقط في صحراء المغرب عام 2011 ويعد أحد النيازك النادرة ذات الأصل المريخي استقطب هذا النيزك اهتمام علماء الفضاء والفلك حول العالم حيث يتضمن مواد قد تساهم في فهم تاريخ كوكب المريخ وإمكانية وجود الماء والحياة عليه
كما تعمل على تطوير البحوث حول علم النيازك وتعزيز مكانة المغرب في هذا المجال وتشارك بشكل منتظم في مؤتمرات وندوات دولية حول علوم الفضاء والنيازك مما يعزز التبادل العلمي بين الباحثين المغاربة والأجانب.
حازت حسناء الشناوي على عدة جوائز وتكريمات دولية تقديرًا لإسهاماتها البارزة في علم النيازك والجيولوجيا وتعتبر من العلماء المغاربة الذين وضعوا بصمة واضحة على الساحة العلمية العالمية وقد منحت جوائز من هيئات علمية مرموقة لجهودها في تعزيز الأبحاث في مجال علم النيازك ولإسهاماتها التي ساهمت في وضع المغرب على خريطة الدراسات الفلكية والنيازكية عالميًا كما أنها عضو في عدة جمعيات علمية دولية مثل الجمعية الأمريكية للنيازك والكواكب ما يعكس مكانتها العلمية وأهمية أبحاثها في مجالها.
حصلت الشناوي على العديد من الجوائز المرموقة تقديراً لإسهاماتها العلمية منها جائزة الخدمة من جمعية علم النيازك العالمية (Meteoritical Society) في عام 2023 ووفقاً لتصريحاتها قدمت الشناوي الجائزة إلى عائلتها والمشرفين الأكاديميين الذين دعموا مسيرتها العلمية وأثنوا على مثابرتها وإصرارها وفي العام نفسه تم تكريمها بجائزة هيباتيا الدولية في إيطاليا التي تمنح للشخصيات البارزة التي ساهمت في تقدم المعرفة العلمية تعد الجائزة اعترافًا عالميًا بأعمالها البحثية في تعزيز الوعي بأهمية علم النيازك والمحافظة على التراث الجيولوجي في المغرب وجاءت نتيجة لمساهمتها في إعلاء شأن المرأة المغربية والعربية في المجالات العلمية.
بجانب أبحاثها وإنجازاتها الأكاديمية تعمل الشناوي على تعزيز الثقافة العلمية ونشر الوعي بعلم الفضاء والجيولوجيا في المجتمع المغربي خاصة بين الشباب تنظم حسناء ندوات علمية ومحاضرات مفتوحة في المغرب لشرح أهمية دراسة الفضاء وعلم النيازك وتشارك في برامج تعليمية تهدف إلى تشجيع الطلاب على الاهتمام بالعلوم الفضائية.