رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق
ترند ريل
الاشراف العام
دينا سامي

زها حديد أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال العمارة الحديثة والمعاصرة

ترند ريل

زها حديد، المعمارية العراقية البريطانية الشهيرة، تعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال العمارة الحديثة والمعاصرة ولدت زها حديد في بغداد عام 1950 لعائلة عراقية ميسورة، وكان والدها محمد حديد سياسيًا واقتصاديًا بارزًا، ووالدتها وجيهة الصابونجي فنانة تأثرت زها منذ طفولتها بالعالم الفني والثقافي المحيط بها، وأظهرت ميولاً إبداعية في التصميم والهندسة المعمارية منذ سن مبكرة

مسيرتها الأكاديمية وبداياتها المهنية

درست زها الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهو ما ساهم في تطوير أسلوبها التحليلي والمنطقي الذي ميز تصاميمها لاحقًا في عام 1972، انتقلت إلى لندن لتدرس في الجمعية المعمارية (Architectural Association School of Architecture)، حيث تأثرت بأفكار وتوجهات العديد من المعماريين الطليعيين. تخرجت عام 1977 وحازت على شهرة مبكرة من خلال تصميماتها الجريئة التي كانت تعتبر حينها رائدة وتحدت المفاهيم التقليدية للعمارة

بعد تخرجها، عملت زها مع بعض أشهر المعماريين، بما في ذلك ريم كولهاس، وبدأت ببناء سمعتها كمصممة شابة متفردة برؤيتها الطليعية أنشأت مكتبها الخاص في لندن عام 1980، ومنذ ذلك الوقت، بدأت تصميماتها تنال اهتمامًا عالميًا

الأسلوب المعماري المميز

يتميز أسلوب زها حديد المعماري بالديناميكية والانسيابية التي تشبه في بعض الأحيان تكوينات الطبيعة يطلق على أسلوبها العمارة التفكيكية (Deconstructivism)، حيث تتميز المباني بتداخل العناصر الهندسية غير التقليدية، واستخدام خطوط حادة وانسيابية في نفس الوقت، مما يخلق تأثيرات بصرية مذهلة

كانت زها حديد رائدة في استخدام التقنيات الحديثة في تصميم المباني، بما في ذلك برامج الحاسوب المتطورة التي ساعدتها في تحقيق تصاميم معقدة هندسيًا ومثيرة للإعجاب وفي معظم مشاريعها، كانت تهدف إلى خلق مساحات غير تقليدية تكون جزءًا من تجربة معمارية شاملة، حيث تمتزج الهندسة بالفراغ والحركة

أبرز أعمالها

قدمت زها حديد العديد من الأعمال المميزة حول العالم، من أبرزها:

 

مركز حيدر علييف، باكو، أذربيجان: يعد هذا المركز واحدًا من أشهر أعمالها، ويتميز بانسيابية شكله الخارجي الذي يبدو وكأنه يتدفق مثل السائل يعكس تصميمه الجرأة في استخدام التقنيات والمواد الحديثة

مبنى محطة قطار إنسبروك، النمسا: يتميز هذا المبنى بتصميمه الذي يبدو وكأنه منحوتة معمارية متكاملة مع البيئة المحيطة، حيث يعكس أسلوب زها في تفكيك الكتل المعمارية وتحويلها إلى عناصر فنية

متحف ريفرسايد، غلاسكو، اسكتلندا: يعبر هذا المتحف عن توجهات زها في تكامل العمارة مع البيئة المحيطة بها، وهو عبارة عن بنية ديناميكية ترتبط بالمناظر الطبيعية المحيطة وتخلق تجربة بصرية وحسية مميزة

المسبح الأولمبي في لندن: صمم ليكون مركزًا للألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012 يتميز سقفه المنحني الذي يحاكي حركة الماء، ويعتبر تحفة في تصميم المسابح الرياضية

جسر الشيخ زايد في أبوظبي: يتميز هذا الجسر بتصميمه المنحني والانسيابي الذي يعكس قوة وأناقة العمارة الحديثة الجسر هو عبارة عن مجموعة من الانحناءات التي تعكس رؤية زها حديد في تفاعل الهندسة مع الفن

التحديات والاعتراف العالمي

على الرغم من رؤيتها الفنية المتقدمة، واجهت زها حديد في بداية مسيرتها تحديات عديدة لسنوات طويلة، كانت تصاميمها تعتبر غير قابلة للتنفيذ عمليًا بسبب تعقيداتها الهندسية إلا أنها كانت مصممة على تحقيق رؤيتها واحدة من أهم الجوائز التي حصلت عليها كانت جائزة بريتزكر عام 2004، وهي أرفع جائزة في مجال العمارة، لتصبح أول امرأة تحصل على هذه الجائزة العالمية هذا التكريم جاء تأكيدًا على تفوقها وتميزها في مجال العمارة

كما فازت زها بعدد من الجوائز الأخرى، من بينها جائزة ستيرلينغ وجائزة ريفا البريطانية وتعتبر أيضًا من أكثر المعماريين تأثيرًا في تصميم المباني الحديثة حول العالم

إرثها وتأثيرها

توفيت زها حديد بشكل مفاجئ في مارس 2016 عن عمر يناهز 65 عامًا، لكنها تركت إرثًا عظيمًا في مجال العمارة تعد زها حديد واحدة من الأسماء الرائدة في تغيير مفهوم العمارة التقليدية، إذ كانت من أوائل المعماريين الذين استخدموا التقنيات الحاسوبية المتقدمة في تصميم المباني يعتبر إرثها من التصاميم الثورية مصدر إلهام لجيل جديد من المعماريين، خصوصًا النساء اللاتي رأين في زها نموذجًا للنجاح والتحدي

 تعتبر زها حديد أيقونة في مجال العمارة، إذ لم تكن مجرد معمارية موهوبة، بل كانت ثورية في تصاميمها وأفكارها، ودافعت عن مفهوم العمارة كفن يساهم في تغيير المجتمعات وتحسين جودة الحياة

تم نسخ الرابط