متلازمة تأجيل السعادة
ما المقصود بمتلازمة تأجيل السعادة.. هل تعاني منها؟
كم مرة شعرت أن حياتك متوقفة على تحقيق هدف معين، وأنك لن تستطيع أن تشعر بالراحة أو حتى تقوم بأي شيء حتى تصل إلى ما تحلم به؟.. إذا كانت إجابتك نعم، فاعلم أنك مصاب بمتلازمة تأجيل السعادة.
وخلال السطور التالية نقدم إليكم مفهوم تأجيل السعادة، وأسبابها، وكيف يمكن علاجها، وفق ما تحدثت عنه الدكتورة عبلة مرجان، استشاري علم النفس والتربية، خلال بودكاست "open mic".
متلازمة تأجيل السعادة؟
أوضحت مرجان أن متلازمة تأجيل السعادة، هي تعليق السعادة على تحقيق هدف بعينه، لتصبح السعادة وكأنها شيء له مقابل، إذا حدث يشعر الشخص بالسعادة، إن لم يحدث فلا يصل الشخص إليها.
والسعادة الحقيقية هي حالة نفسية مستمرة وحق مكتسب لكل الناس، لذا تجد الأشخاص البسيطة تتحقق سعادتهم بأبسط الأشياء، ولا تتوقف على شيء.
قديمًا كان هناك مثل مفاده أن الرجل يحتاج إلى 4 عين "عيادة"، "عروسة"، "عربية"، "عزبة"، فإن حصل على السيارة فلا يشعر بالسعادة حتى تتحقق باقي الشروط.
أسباب متلازمة تأجيل السعادة
أكدت استشاري علم النفس والتربية، أن متلازمة تأجيل السعادة، حالة نفسية تظهر في نمط التفكير والسلوك الذي يؤجل إحساس الإنسان بالرضا والسعادة حتى عندما يحقق ما يتمناه، ذلك لأن حتى يتمكن الشخص من تحقيق هدف معين، حتى تعطيه الحياه هدف أخر مختلف، فتلك المتلازمة أشبه بالدوامة، وبالتالي يعيش أصحاب تلك المتلازمة محرومين من السعادة بالأشياء البسيطة.
ومن العوامل المؤثرة على ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات التي تجعل الشخص يشعر أن السعادة متوقفة على الوصول لتلك الأشياء، مثال الشاليهات، أو الفلل أو الأجهزة المعينة، وهكذا.
كيف تؤثر متلازمة تأجيل السعادة على الحياة اليومية؟
عند تأجيل السعادة يحدث توقف للحياة حتى يتم تحقيق الهدف الذي يعتقد الشخص أن به تتحقق السعادة، وهذا يؤثر على استمتاع الشخص بحياته اليومية، وبالتالي قد يكون لدى الشخص تفاصيل متعددة تساعد على تحقيق السعادة، ولكن لا يكترث بها الشخص حتى يتحقق هدفه، بل وقد يوقف حياته وحياة الأخرين ويؤثر بشكل سلبي حتى حدوث ذلك.
الفئات الأكثر عرضة لمتلازمة تأجيل السعادة
1- الشخصيات الهشة
2- الشخصيات المهمشة
3- عدم الثقة بالنفس وتقدير الذات
4- المقارنة الدائمة
5- الشخصيات التي تسعى للمثالية
سمات أصحاب متلازمة تأجيل السعادة
- الشعور بالوحدة
- الشعور بأن الشخص منبوذ وبعيد عن الآخرين
- الكآبة
- المقارنة مع الآخرين
- المرور بأزمات نفسية متتالية
علاج متلازمة تأجيل السعادة
1- العلاج بالسلوك المعرفي
التعرف على طريقة تفكير المصاب بمتلازمة تأجيل السعادة، ومحاولة تغييره، ومن ثم تغيير السلوك، وتغيير الشعور، ومساعدة الشخص على الشعور بالسعادة بكل الأشياء البسيطة المحيطة بهم.
2- الاستمتاع بالأشياء المحيطة
محاولة الاستمتاع بكل الأشياء المحيطة بالشخص مهما كانت بسيطة، مثل الاستمتاع بالصحة، الأصدقاء، الأهل، تناول طعام معين، المظهر.
3- تجنب المقارنة
المقارنة مع الغير من أكثر الأشياء التي تسبب تأجيل السعادة، ومحاولة الرضا عن كل شيء محيط بالشخص، والتركيز في كل النعم المحيطة كعمل، أو علاقات اجتماعية، أو صحة.
4- تحديد أهداف قابلة للقياس والتحقيق
يجب وضع أهداف قابلة للتحقيق فكلما حققت هدف صغير يسهل عليك تحقق هدف أكبر وهكذا، فصعب جدًا أن تحاول تكوين مليون جنيه خلال شهر، ولكن يمكن تحقيق 100 ألف، وبعد تحقيقها يمكن تحقيق الزيادة.
5- عدم التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي
يفضل عدم التفاعل والتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي قدر المستطاع، لتجنب المقارنة مع الآخرين.
6- تغيير العادات اليومية
يجب ممارسة نشاط يومي يساعد على تحقيق السعادة، وذلك مثل الجري، المشي، الاستماع للموسيقى، الجيم، مشاهدة أفلام مفضلة وذلك لضمان التخلص من الطاقة السلبية ويحل محلها طاقة إيجابية.
ويجب أيضًا الحصول على نوم جيد، لأن النوم السيئ يجعل الشخص في حالة نفسية غير متزنة، غير قابلة لامتصاص الطاقات الايجابية، بسبب التعب والإرهاق.
وكذلك تجنب الأطعمة الدسمة والحلويات لأنها تتسبب في الشعور بثقل في الجسم.
وأخيرا..
قالت مرجان:"لا يجب تأجيل السعادة لأنك لا تضمن أنها ستأتي، فالسعادة لا توقف على تحقيق هدف أو الوصول لشيء تريده، ولكن السعادة هي لحظة تستمر على مدى الحياة، وعليك الاستمتاع بكل شيء يحدث في يومك".