هل الشاشات تسبب التوحد؟
هل الشاشات تسبب التوحد؟.. استشاري أطفال تجيب
تعتمد العديد من الأمهات إلى إلهاء أطفالهن بمشاهدة التلفزيون أو استخدام الهواتف المحمولة أو الأيباد، لضمان هدوء الطفل وانشغاله في شيئ أخر غير الزن أو البكاء، وحتى تتمكن الأم من القيام بمهامها اليومية، ولا تدرك مدى خطورة ذلك التصرف على صحة الطفل العقلية والنفسية، الذي قد يهدد بتعرض الطفل للتوحد.
خلال السطور التالية نقدم إليكم كيف تتسبب مشاهدة الطفل للشاشات الإلكترونية في التعرض للتوحد؟
هل الشاشات الإلكترونية تسبب التوحد للأطفال؟
تجيب على ذلك التساؤل، الدكتورة نورهان أمين، استشاري علم نفس الطفل، جامعة عين شمس، مؤكدة أنه:"نعم، المبالغة في استخدام الأطفال للشاشات الالكترونية، ومشاهدة التلفزيون والكرتون لساعات طويلة قد تهدد الطفل بالتعرض للتوحد في حال كان لديه استعداد جيني ووراثي للإصابة به وتحفزه العوامل البيئية.
وأكدت أمين، هناك محفزات قد تتسبب في ظهور التوحد، ومن أبرز تلك المحفزات المبالغة في استخدام الشاشات الإلكترونية والتلفزيون، موضحة، أن مشاهدة الطفل لأفلام الكرتون والتلفزيون لساعات عديدة، واستخدامه تطبيقات متطورة على الهواتف الذكية، يتسبب في انسحاب الطفل تدريجيًا من المجتمع، مما يؤثر سلبيًا على قدرته على التواصل، على اللغة لديه، فضلا عن العنف في التعاملات مع الآخرين.
كيف تسبب الشاشات الإلكترونية التوحد؟
أوضحت استشاري علم نفس الأطفال، أن مخ الطفل، لا يستطيع ترجمة الحركة السريعة التي يراها على الشاشة، وهو ما يؤدي إلى حدوث تداخل في المعرفة فيسبب تعرضه لتشتت الانتباه والإدراك، وضعف التركيز.
وأشارت إلى تأثير أفلام الكارتون على لغة الطفل، وضعف قدرته على التواصل، مؤكدة أن اللغة المستخدمة في تلك الأفلام أو حتى أغاني الأطفال، هي لغة عربية فصحى، فتختلف عن تلك المستخدمة بين الأسرة، وهو ما يسبب التأخر اللغوي لديه.
هل كل الأطفال معرضة للتوحد عند مشاهدة التلفزيون؟
الإجابة "لا"، هكذا أكدت أمين، موضحة أن الأطفال الذين لديهم إستعداد وراثي، أو جيني للإصابة بالتوحد هم أكثر عرضة للإصابة في حال وفرت البيئة المحيطة عوامل لظهورها ومنها المبالغة في مشاهدة التلفزيون والتعرض للشاشات الالكترونية، وهنا تظهر بعض العلامات التي تشمل، وجود لزمات محددة مثل الرفرفة باليدين، عدم التواصل بصريًا مع الآخرين، وتأخر الكلام، وأكدت أنه لا يتم تأكيد تشخيص الأطفال بالتوحد قبل سن الـ3 سنوات.
وشددت استشاري علم نفس الأطفال، على الأمهات بأهمية استشارة الطبيب إذا ظهرت تلك العلامات على الطفل، لضرورة التدخل المبكر.
وعلى الجانب الأخر، أوضحت، أن المبالغة في استخدام الأطفال للشاشات الالكترونية تهدد الأطفال الذين ليس لديهم استعداد للإصابة بالتوحد، بالتعرض للتشتت وضعف التركيز، وقلة الانتباه، فضلا عن التأخر اللغوي، وضعف القدرة على التواصل مع الأخرين.
كيف يمكن وقاية الطفل من تأثير الشاشات السلبي؟
الإجابة ببساطة عن طريق منعهم تمامًا من استخدام الشاشات على اختلاف أنواعها، سواء أكانت شاشات التلفزيون، أو الهواتف الذكية، قبل سن الـ3 سنوات ، هكذا أكدت أمين، موصية بأهمية استبدال ذلك وخصوصا في الست سنوات الأولى من حياة الطفل، بإلهاء الطفل، بالأنشطة الواقعية الملموسة ، أو أنشطه الرسم و التلوين والألعاب الحركية والأنشطة الرياضية، وكلما كان لدى الطفل مهارة في اللعب بأشياء ملموسة كلما كان لديه قدرة أكبر على التواصل مع الآخرين، وقوة في الانتباه والتركيز، وشددت على أهمية التحدث مع الأطفال منذ اللحظة الأولي من ميلاد الطفل، فذلك ينمي لديهم المهارات اللغوية.
أما بالنسبة للأطفال الذين اعتادوا بالفعل على استخدام الشاشات الالكتروني، فالحل الأمثل لهم، هو سحب تلك الأجهزة بالتدريج، على أن يحل محلها تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة من خلال أنشطة ومهارات تفاعلية وحركية.